لسنا بحاجة للحديث كثيرًا عن تزايد عدد مُستخدمي شبكة الإنترنت خلال الأعوام الأخيرة، خصوصًا بعد ثورة الشبكات الاجتماعية وتطبيقات التواصل الفوري التي جعلت من امتلاك هاتف ذكي وحساب على تلك الشبكات والتطبيقات أمر لا مفرّ منه لكل شخص.
بالأرقام، ازداد عدد مُستخدمي شبكة الإنترنت من 2.4 مليار مُستخدم في 2014 إلى 3.4 مليار في 2016، أي خلال عامين فقط استقطبت هذه الشبكة مليار مُستخدم جديد، وهو رقم كبير جدًا. لماذا؟ لأن الفترة ما بين 2012 و2014 شهدت جذب 300 مليون مُستخدم جديد فقط، ففي 2012 كان عدد المُستخدمين 2.1 مليار، ووصل إلى 2.4 مليار في 2014.
هذه الأرقام لا تهم لأنها دون معنى، خصوصًا بالنسبة للمستخدمين، لكن وبتفصيل هذه الأرقام وانعكاسها على التطبيقات والشبكات الاجتماعية يُمكننا التماس الفرق الكبير الحاصل ما بين 2014 و2016.
الدقيقة الواحدة في عام 2014 على الإنترنت والشبكات الاجتماعية كان لها أثر كبير؛ فجوجل كان وقتها يستلم أكثر من 4 مليون عملية بحث، وينشر مُستخدمو فيسبوك أكثر من 2.4 مليون مُشاركة، في وقت يُشارك فيه مُستخدمو واتس آب 350 ألف صورة تقريبًا. أكثر من 277 ألف تغريدة كانت تُنشر في دقيقة واحدة، إضافة إلى أكثر من 216 ألف صورة جديدة على تطبيق انستجرام، ومستخدمو يوتيوب يُشاركون مُحتوى جديد يصل إلى 72 ساعة.
هذا ليس كل شيء، فموقع أمازون كان يربح 83 ألف دولار أمريكي تقريبًا في الدقيقة الواحدة من عام 2014، أما متجر تطبيقات آبل App Store فكان مسؤولًا عن تحميل أكثر من 48 ألف تطبيق. تطبيق سكايب للاتصالات كان يُجرى باستخدامه في الدقيقة الواحدة ما يُعادل 23 ألف ساعة من الاتصالات، في وقت شارك فيه مُستخدمو ڤاين Vine أكثر من 8000 مقطع جديد، وأرسل المُستخدمون أكثر من 204 مليون رسالة بريدية إلكترونية.
هذه الأرقام تغيّرت بكل تأكيد مع حلول 2016، خصوصًا مع وصول مليار مُستخدم جديد لشبكة الإنترنت. دقيقة واحدة خلال أي يوم من أيام 2016 تعني أن ترجمة جوجل تُترجم أكثر من 69 مليون كلمة، وأكثر من مليوني مُستخدم من مُستخدمي انستجرام يُسجّلون إعجابهم على الصور ومقاطع الفيديو المُنتشرة على الشبكة، هذا إلى جانب استلام سيري Siri لأكثر من 99 ألف أمر صوتي، واستلام تطبيقات معرفة حالة الطقس لـ 14 مليون طلب تقريبًا.
مُستخدمو دروب بوكس Dropbox للتخزين السحابي يرفعون خلال 60 ثانية أكثر من 833 ألف ملف جديد، كما خدّم تطبيق Giphy أكثر من 569 ألف مُستخدم وصورة مُتحركة بلاحقة GIF. أما موقع أمازون فمبيعاته في الدقيقة الواحدة ارتفعت من 83 ألف دولار إلى 222 ألف دولار أمريكي، في حين أن مُستخدمي يوتيوب أصبحوا يُشاركون 100 دقيقة من المُحتوى الجديد خلال نفس المدّة.
7 مليون فيديو تقريبًا يُشاهد في تطبيق سناب شات Snapchat خلال دقيقة واحدة من دقائق 2016، وأكثر من 216 ألف صورة أُرسلت عبر تطبيق فيسبوك مسنجر، وأكثر من 86 ألف دقيقة بُثّت عبر خدمة نت فليكس Netflix. أخيرًا، بلغ مُعدّل استهلاك الإنترنت اللاسلكي في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الدقيقة الواحدة ما يُعادل 18 تيرابايت من البيانات.
هذا الأرقام تؤكد حقيقة واحدة لا غنى عنها تتمثّل في أهمّية المُحتوى الذي استطاع جذب شريحة كبيرة جدًا من المُستخدمين، ودفعهم للتفاعل معه كذلك بأرقام هائلة خلال 60 ثانية فقط. وهو ما يوضّح كذلك أهمّية الشركات المُتخصصة في مجال تحليل ورصد بيانات الشبكات الاجتماعية والبيانات الكبيرة Big Data التي ما زالت الكثير من الهيئات التعليمية العربية غافلة عنها، ولعلّ شراكة شركة لوسيديا Lucidya العربية مع شركة تويتر العالمية، وحصولها على تمويل من شركة مايكروسوفت خير دليل على تلك الأهمّية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق